ثقافة ورياضة

العرائش تستعيد مجدها البحري في لقاء علمي أكاديمي يعيد لمرساها وهج التاريخ ودفء الذاكرة

في مساء يوم السبت 01 نونبر الجاري،الدافئ بنسيم البحر، وبين جدرانٍ تحفظ ذاكرة المقاومة والتحرير ،وحين يلتقي البحر بالذاكرة ويحتفى بتاريخ المكان ، لبت مدينة العرائش نداء التاريخ والوفاء، فجمعت أبناءها وأصدقاءها حول الكلمة والمعرفة، احتفاءا بتاريخٍ لا يشيخ ومجد لا يزول.
في فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير، التأم نخبة من الباحثين والمهتمين بالشأن الثقافي في لقاءٍ علمي أكاديميّ مميز، احتفاءً بإصدارٍ جديد يضيف لبنةً صلبة في بناء الوعي بتاريخ المدينة، وهو الكتاب الذي حمل عنوانا بقدر ما هو علمي، هو أيضا بوح بالانتماء:
“مرسى العرائش خلال العصر الحديث (1556م – 1860م): القرصنة والتجارة والدبلوماسية”
من تأليف الأستاذ الدكتور إبراهيم الشهيمي، الذي كرس سنوات من البحث الدؤوب لاستجلاء صفحات مطوية من تاريخ المرسى العريق.

كل التقدير والامتنان لجمعية مؤسسة القصبة على هذه الالتفاتة الجميلة وعلى هذه الوجبة العلمية القيمة.
العرائش تزداد بهاءً حين تحتفي بأبنائها الأوفياء.

وبعد نقاشٍ غني ومثمرٍ جسد عمق العلاقة بين البحث الأكاديمي والوجدان المحلي،رفعَ الستار على دعوةٍ صادقة بضرورة إحداث متحف بحري بمدينة العرائش يخلّد تاريخها البحري ويعيد الاعتبار لذاكرتها الجماعية، على أن يحتضنه فضاء حصن الفتح السعدي بعد استكمال ترميمه، كرمزٍ لوحدة المكان والزمان، ولتاريخٍ لا
يزال البحر شاهده الأول والأبقى.

واختتم اللقاء في أجواءٍ من المودة والفخر، امتزج فيها عبق التاريخ بنبض الحاضرين، وكأن العرائش أرادت أن تقول، على طريقتها الهادئة والعميقة، إنها ما زالت ” رغم كل التحولات ” مدينة البحر والذاكرة، وواحدة من الصفحات اللامعة في كتاب المغرب الكبير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى