
مؤتمر المغرب للأفوكادو 2025.. منصة دولية لتعزيز الريادة المغربية في السوق العالمية
مؤتمر المغرب للأفوكادو 2025.. منصة دولية لتعزيز الريادة المغربية في السوق العالمية

في صباحٍ مشرق من يوم الثلاثاء 14 أكتوبر 2025، لبست مدينة العرائش حُلّتها الخضراء واستقبلت على ضفافها نخبة من الخبراء والمهنيين المغاربة والأجانب، في حدثٍ استثنائي وضعها في قلب المشهد الزراعي العالمي «مؤتمر المغرب للأفوكادو في نسخته الثانية».

ولم يكن هذا المؤتمر مجرّد لقاء اقتصادي أو تقني، بل فضاء نابض بالحوار والتفكير والابتكار، جمع الفلاحين والمصدرين والباحثين وصنّاع القرار والخبراء الدوليين تحت شعار: «نحو تعزيز ريادة المغرب في السوق العالمية».

انعقدت فعاليات المؤتمر بالمركز الثقافي ليكسوس، في محطة استراتيجية جمعت مختلف الفاعلين في القطاع الزراعي على المستويين الوطني والدولي، وسط أجواء مفعمة بالأمل في مستقبل أخضر مستدام. وشهد الحدث حضور خبراء من أمريكا اللاتينية وأوروبا، ما أضفى عليه بُعدًا عالميًا وفرصة لتبادل الخبرات وأفضل الممارسات في مجال إنتاج وتصدير فاكهة الأفوكادو، تأكيدًا على طموح المغرب لتعزيز موقعه الريادي في السوق الدولية.

وفي تصريحٍ خصّ به« آفاق 24 »، قال عبد الله اليملاحي، المدير العام لشركة إكسبورت أوبتيموم ورئيس الجمعية المغربية للأفوكادو: اختيار العرائش كمقر لمؤتمر الأفوكادو لم يكن صدفة، بل هو اعتراف بمكانتها كقلب الإنتاج المغربي ومختبرٍ للابتكار الزراعي. هدفنا هو رفع الإنتاجية دون توسيع المساحات المزروعة، والحفاظ على التوازن البيئي والاجتماعي. نحن نراهن على زراعة مستدامة تحترم الإنسان والطبيعة.

وأضاف اليملاحي أن المؤتمر ركّز على ثلاثة محاور أساسية: تعزيز تنافسية المغرب في السوق العالمية مقارنة بالدول الرائدة مثل الشيلي والبيرو وكولومبيا والمكسيك، ورفع الإنتاجية عبر تقنيات حديثة دون المساس بالموارد الطبيعية، ثم الاستدامة البيئية والاجتماعية من خلال ترشيد استهلاك المياه وتحسين شروط العمل في الضيعات ووحدات التوضيب.
وأشار المتحدث إلى أن قطاع الأفوكادو بالمغرب يوفر أكثر من 40 ألف فرصة عمل، ويساهم في توازن الميزان التجاري الوطني، إذ بلغت صادراته نحو 350 مليون يورو مع توقعات بالوصول إلى نصف مليار يورو خلال السنوات المقبلة.
من جانبه، قال ألبيرتو أليخاندرو رودريغيز، سفير الشيلي بالمغرب، إن التعاون المغربي–الشيلي في مجالات الزراعة المستدامة، خصوصًا في الفواكه الواعدة مثل الأفوكادو والفواكه الحمراء والجافة، يمثل نموذجًا للشراكات الناجحة جنوب–جنوب، ويعزز تبادل الخبرات والتكنولوجيا.
أما طه بن الكبير، مدير العلاقات التجارية بشركة إكسبورت أوبتيموم، فأكد أن:العرائش تحتضن مؤتمر الأفوكادو 2025 كخطوة جديدة نحو قيادة السوق العالمية، ورمز لطموح مغربي لا يعرف حدودًا.
وقدّم بن الكبير عرضًا شاملاً حول برنامج المؤتمر الذي تضمن جلسات علمية حول الابتكار في زراعة الأفوكادو، وتحديات السوق الدولية وآليات تسويق ذكية، وأهمية الاستدامة في تطوير سلسلة القيمة المغربية للأفوكادو.
كما عبّرت فاطمة الزهراء الصديقي، مسؤولة قسم الجودة بالشركة نفسها، عن فخرها بنجاح هذا الحدث، قائلة:العرائش استقبلت نخبة من الخبراء الدوليين في مؤتمر الأفوكادو 2025. كل الشكر للفلاحين والمصدرين والمؤسسات والمهنيين الذين ساهموا في إنجاح هذا الحدث الذي يعكس روح المغرب المنتج والمبدع.
ولم يكن اختيار العرائش لاحتضان مؤتمر الأفوكادو 2025 محض صدفة، فهي المدينة الخضراء بامتياز، حيث تمتد ضيعاتها على آلاف الهكتارات وتحتضن أكبر نسبة من إنتاج هذه الفاكهة على المستوى الوطني. العرائش اليوم لا تمثل فقط قاعدة للإنتاج، بل رمزًا للتحول الزراعي الذكي الذي يجمع بين الابتكار والاستدامة، ويجعل من المغرب فاعلاً رئيسيًا في السوق العالمية للأفوكادو.
إن نجاح هذه النسخة الثانية من المؤتمر يضع العرائش والمغرب أمام تحدٍّ جميل: الحفاظ على ريادة خضراء مستدامة تؤسس لاقتصاد زراعي متوازن يُثمّن الأرض والإنسان معًا.

